السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعتنى احدى الصحف بهذه القصة التى اعتبرها رائعة للأم التى اعطت وتعطى لآخر لحظة
أنا يا سيدي فتاة جامعية, لم أدخل الجامعة إلا بفضل أمي التي قاومت تيار اللامبالاة والفساد الذي مثله أبى
القدر منحني شارة الإعاقة منذ وعيت الحياة فأصبحت كآلاف الأطفال غيري مصابة بالشلل,
لا أنتقل من رقاد إلي قعود ولا من قعود إلي أي مكان إلا بمساعدة الآخر,
ولم يكن الآخر بالطبع سوي الأم التي لم توفق في اختيار شريك حياتها
وظلت تدفع الثمن حتي يومنا هذا بصبر وثبات ورضا بقضاء الله.
معي في البيت نفسه ـ الذي سيدهشك وجود مثله ـ
أختان أخريان أصغر مني إحداهما في الثانوية العامة والأخري في الإعدادية
وكما حمتني أمي تقوم بحمايتهما وتظلل عليهما حتي يملكا إرادتيهما كما أصبحت أمتلكها الآن.
ربما تتساءل, تحميكن ممن بالضبط؟
وأقول لك للأسف تحمينا من سلوك أبينا الذي لم يراع حرمة لبيته وظل يجري خلف مزاجه الشخصي
وقد أسقطنا من حساباته.
تتخيل أنه يستقبل أصدقاءه ليشربوا المنكرات في بيتنا ويفقدوا صوابهم معا
ونتعرض أنا وأمي وأختاي إلي سفالاتهم يوميا, دون أن يحرك ذلك في نفسه شيئا!.
لكن الحمد لله تقف أمي كالقطة التي تتحول إلي أسد عندما يقترب حيوان ما من صغارها,
تقف بشراسة لتحول بيننا وبينهم, وتظل معنا في حجرتنا
, تحثنا علي المذاكرة وتحاول بقدر تعليمها المذاكرة لأختي الصغيرة وفي الوقت نفسه تقضي طلبات أبي
وتخدمه كي لا يلقي بنا في الشارع
مثلما فعل في مرة واجهناه بما يفعله قبل أن يفقد صوابه من الشراب والمخدرات
.. يومها.قال لها لا أنت ولا بناتك تلزمونني, ياللا.. بره وألقي بنا في الشارع ووراءنا ملابسنا وكتبنا
حتي عندما تدخل الجيران وقالوا له انت صعيدي انت؟!
كيف ترمي بناتك في
فقال لهم اللي عاوزهم ياخدهم وهددهم بالتشاجر معهم وتقطيعهم إذا تدخلوا, فصمتوا..
المهم ما دفعني للكتابة إليك هو رغبتي الشديدة, وضع تحت الشديدة ألف خط,
في أن أهدي لأمي وردة في عيدها الذي يأتي ويذهب دون أن يشعر بها أحد
.. أريد أن أقول لها أنني في كل إغفاءة وفي كل رمشة عين وفي كل نفس أتنفسه أحمد لها ما فعلته من أجلنا
وإن كنت عاجزة عن رد شئ من جميلها فهذا لا يعني أنني لا أقدر ما فعلته من أجلنا
.. كل ما هنالك أنني مريضة أيضا بالصمت ولا أتحدث من كثرة ما رأيته في بيتنا الغريب هذا.
. وكأن الشلل أصاب لساني أيضا..
إن أمي يا سيدي ليست أقل من هؤلاء الأمهات المثاليات اللائي تطالعنا بصورهن الجرائد,
لكنها صامتة مثلي, تتحمل عذاب أبي وعذاب الحاجة وعذاب رؤيتي قعيدة أمامها,
ولكنها مثل جبل صامدة.. اسمح لي أن أرسل لها وردة عرفانا بالجميل.
منقوووووووووووووول